عزيزي القارئ

عزيزي القارئ،

إن لاحقتك الكلمات،

فلا تهرب

دعها تمضي بك،

كريحٍ تعرف الطريق أكثر منك

وإن بدت الصفحة مرآة

فلا تصرف نظرك،

تأمّل التجاعيد في الحبر،

فقد ترى وجهك الآخر.

لا تغلق الكتاب،

ولا تتوقف عن الإنصات

ولا تترك حاسوبك

ولا تغادر دون أن تترك شيئًا منك بين السطور

خذ عقلك القلق،

تجوّل حيث تنزف الاستعارات،

واترك اسمك الحقيقي خلفك

كما يُترك الحنين عند معلقات القصائد

لا تثق بشاعرٍ

لم ينكسر

ويتغنى بنصف قلبه

ولا تأمن لحبكةٍ

تنتهي مفتوحةً على غموض

فتّش عن الأسباب،

أو ابحث عن صفحةٍ

في كتابٍ آخر

عزيزي القارئ،

ابكِ إن احتجت

واضحك إن جرحتك جملة

ولا تشرح عن ما تمر به

وكأنك تحتاج لمبرر لتشعر

اتبع القصيدة التي

تُبقيك تائهًا،

حتى تجد دليلك

أمشي بين الرفوف كأنها مدن منسية،

واعتبر أن كل غلاف سحر،

وكل كلمة ندبة،

وكل تواجد معنى

أحلم بحبٍ

لم تعرفه إلا في الكتب

لكن، عزيزي، رجاءً

لا تقتبس الألم كأنه آية

ولا تتبعه

إلا إن كانت

قد كُتبت من جديد

بيد الخيال والحقيقة الحلوه

أما في عالمٍ

ليس حقيقيًا،

لا تجعله يرتقي إلى أن يكون وطنًا

أبكي في الهوامش،

وحيدًا،

دون أن يراك أحد

وإن حطمك السرد 

فلينقذك أيضًا في وزنٍ ما

لا تأخذ نصيحة من راوٍ يكذب

ولا تثق ببطلٍ

لم يُظلم،

ولم يُحبّ،

ولم يخطئ

ابحث عن نهايةٍ أخرى

وربما،

ابحث عنك.

تواصل معنا الان